الصفحة الرئيسية  أخبار عالميّة

أخبار عالميّة يوم آخر من المجـ..ازر الإسرائيلية في غزة: أكثر من 70 شـ.هيدا

نشر في  07 ماي 2025  (23:06)

 شهدت الساعات الماضية تصعيدا إسرائيليا خطيرا في نوعية الهجمات الدامية على قطاع غزة، من خلال استهداف مراكز الإيواء، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 100 فلسطيني في 24 ساعة، حسبما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، وأكثر من 70 شخصا منذ فجر الأربعاء، حسب ما قالت مصادر طبية لشبكة «الجزيرة».

وارتقى في القصف الذي استهدف وسط مدينة غزة 33 فلسطينيا وأصيب 80 آخرون بعد أن طاول القصف منطقة مكتظة بالمدنيين تضم عددا من المحال والبسطات التجارية في شارع الوحدة وسط مدينة غزة.

وقصف جيش الاحتلال مطعم «التايلندي» ومفترق «بالميرا» في «شارع الوحدة» في وقت متزامن، ما أسفر عن سقوط العدد الكبير من القتلى والجرحى.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة في وقت سابق عن وصول 38 شهيدا و145 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية، وقالت إن حصيلة الشهداء والإصابات منذ تجدد العدوان يوم 18 مارس الماضي بلغت 2,545 شهيدا و6,856 مصابا.

وأشارت إلى ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 52,653 شهيدا و118,897 مصابا منذ السابع من أكتوبر 2023، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

مجازر

وميدانيا، استشهد ثلاثة مواطنين وسقط عدد من المصابين إثر قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا في منطقة تل الزعتر شرقي مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

وذكرت مصادر طبية أن شهيدا وأربع إصابات سقطوا جراء قصف إسرائيلي استهدف منطقة قرب دوار حمودة شرق مخيم جباليا، وسقط شهداء ومصابون باستهداف طائرات الاحتلال مجموعة من الأطفال أثناء جمعهم الحطب في منطقة الواحة شمال غربي القطاع، فيما سقط مصابون إثر إلقاء طائرة مسيرة قنبلة على تجمع للمواطنين في بلدة بيت حانون.

أما في مدينة غزة، فارتكبت قوات الاحتلال مجازر خطيرة، باستهدافها مدرسة الكرامة التي تؤوي نازحين على مرتين، الأولى كانت فجرا، فيما نفذت الثانية صبيحة الأربعاء.

وذكرت مصادر طبية أن حصيلة المجزرتين بلغت 20 شهيدا وعددا كبيرا من الإصابات، كان منهم تسعة شهداء سقطوا جراء هذا الاستهداف الدامي الأول للمدرسة الواقعة في حي التفاح شرقي مدينة غزة.

وفي ساعات ما قبل ظهيرة الأربعاء، وبعد عودة النازحين للإقامة في المدرسة المستهدفة من جديد، حيث لا يملكون بديلا آخر، عادت قوات الاحتلال وقصفت المدرسة، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا في صفوف النازحين.

ويأتي هذا الهجوم الدامي ضمن سياسات الاحتلال الرامية لإجبار السكان هناك على النزوح من جديد إلى مناطق أخرى لا تسلم هي الأخرى من الاستهدافات الإسرائيلية.

كذلك سقط شهيد وإصابة واحدة بعدما أطلقت مسيرة إسرائيلية من نوع «كواد كابتر» النار على محيط مدرسة حطين بحي الشجاعية شرقي المدينة، فيما سقطت شهيدة في قصف مسيرة إسرائيلية لمحيط منطقة سوق الجمعة في الحي.

وذكرت مصادر محلية أن غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدينة غزة، فيما واصلت المدفعية عمليات القصف لحيي الشجاعية والتفاح، وتحديدا للمناطق القريبة من التوغل البري، فيما تعرضت مناطق أخرى على أطراف حي الزيتون جنوب شرق المدينة لهجمات مماثلة.

وسجل أيضا قيام زوارق الاحتلال الحربية بإطلاق نيرانها الثقيلة باتجاه الصيادين في محيط منطقة ميناء غزة غربا.

مجزرة أخرى

في الموازاة، استمرت الهجمات العنيفة على وسط القطاع، وسقط ثلاثة شهداء وعدد من المصابين جراء استهداف طائرات الاحتلال تجمعا للخيام تؤوي نازحين قرب مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح.

وأحدثت الغارة حالة من الهلع في صفوف النازحين، كما أدت إلى تدمير الكثير من خيام النازحين الذين باتوا بلا مأوى بسبب شدة القصف.

وبصعوبة بالغة جرى انتشال ضحايا هذه المجزرة البشعة وبينهم أطفال، وقال سكان من المخيم إن الغارة الجوية كانت عنيفة وأحدثت صوت انفجار قوي هز المخيم، علاوة على الدمار الكبير الذي طال مركز الإيواء، وقد شيعت جثامين الشهداء صبيحة وظهر الأربعاء في مواكب جنائزية حزينة.

أما في مدينة خان يونس، فقد اقترفت قوات الاحتلال مجزرة أخرى هناك، حين استهدفت منزلا لعائلة القدرة وسط المدينة، ما أدى إلى استشهاد ثمانية مواطنين من العائلة بينهم نساء وأطفال.

ونقل الضحايا إلى مشفى ناصر في المدينة، ووضع أقاربهم الجثامين في باحة المشفى وأدوا هناك صلاة الجنازة، قبل أن يقوموا بنقل الجثامين إلى مقبرة المدينة لمواراتها الثرى وسط أجواء حزن.

وفي غارة أخرى، استشهد رجل وزوجته من عائلة شهاب جراء قصف منزلهم الواقع في بلدة بني سهيلا شرقي المدينة، كما استشهد مواطن آخر في قصف استهدف مجموعة من المواطنين في بلدة عبسان الجديدة.

كذلك قامت قوات الاحتلال باستهدافات عدة للمناطق الواقعة شرق المدينة، وتحديدا بلدة عبسان التي طالها قصف مدفعي عنيف وعمليات إطلاق نار من الآليات العسكرية.

أما في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، والتي تتعرض لهجوم بري كبير، فقد تواصلت هناك عمليات نسف المباني السكنية، بعد أن أجبر جيش الاحتلال سكان المدينة على النزوح القسري.
وسجل كذلك عمليات قصف مدفعي للمناطق الشمالية والشرقية لمدينة رفح، في الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال عملياته العسكرية في محيط «محور موراج».

هجمات المقاومة

وفي سياق التصدي لهجمات الاحتلال، أعلنت «كتائب الشهيد عز الدين القسام»، الذراع العسكري لحركة «حماس»، عن تفجير حقل ألغام في قوة إسرائيلية شرقي مدينة خان يونس.
وقالت في بلاغ عسكري إن مقاتليها تمكنوا من تفجير حقل ألغام معد مسبقا في قوة إسرائيلية مؤللة، وأوقعوهم بين قتيل وجريح على شارع العودة شرق منطقة الفراحين. وأضافت «بعدها دك مجاهدونا المكان بعدد من قذائف الهاون، ورصدوا سحب آلية مدمرة وهبوط الطيران المروحي للإخلاء».

كما عرضت قناة الجزيرة الإخبارية مشاهد لـ»القسام» عن «الكمين المركب الذي استهدف جنود وآليات العدو في منطقة مسجد الزهراء بحي الجنينة شرق مدينة رفح جنوب القطاع بتاريخ 03 ماي 2025».

وقد تزايدت صعوبة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة جراء الحصار المشدد المفروض منذ الثاني من مارس الماضي، الذي تحرم سلطات الاحتلال بموجبه دخول أي مساعدات طبية أو غذائية لسكان القطاع.

ومن جديد انتشرت صور لأطفال على أسرة العلاج في المشافي، يعانون من سوء التغذية، بعد أن أعلن قبل يومين عن وفاة أحدهم جوعا.

خطر الموت جوعا

ونقل موقع الأمم المتحدة عن المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، الدكتورة مارغريت هاريس، قولها إنه منذ بداية عام 2025، تم الإبلاغ عن إصابة ما يقرب من عشرة آلاف طفل في غزة بسوء التغذية الحاد الشامل، بما في ذلك 1,397 يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم تم إدخالهم لتلقي العلاج في العيادات الخارجية والداخلية.

وقالت «نرى أيضا الكثير من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم مع مضاعفات طبية، وبمجرد الوصول إلى هذه المرحلة دون علاج، فإنهم سيموتون».

وأشارت إلى أن ثلاثة من أصل أربعة مراكز لعلاج سوء التغذية الحاد الوخيم في غزة تعمل، معربة عن قلقها إزاء ارتفاع حالات الإسهال المائي الحاد. وقالت إذا أصيب طفل «على حافة المجاعة بالفعل» بالإسهال، فإن ذلك سيقتله، وبسبب نقص البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، فإننا نشهد إسهالا مائيا حادا في كل مكان.

وأعلنت الأمم المتحدة أنه لم تعد هناك من المساعدات في غزة لتوزيعها، وذكرت أن عملية الإغاثة «مختنقة بسبب إغلاق» المعابر من قبل إسرائيل، فيما أفاد العاملون في المجال الإنساني على الأرض أن الناس «ينبشون القمامة محاولين العثور على شيء صالح للأكل»، وذلك حسب ما قال يانس لاركيه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، والذي وصف الواقع في غزة بـ»القاسي والوحشي واللاإنساني».

وقال لاركيه إن الفريق الإنساني القطري العامل في الأرض الفلسطينية المحتلة، والذي يضم حوالي 15 وكالة أممية و200 منظمة غير حكومية، قد تلقى إفادة شفهية بشأن الخطة الإسرائيلية المقترحة لإغلاق نظام المساعدات الحالي وتوصيل الإمدادات عبر محاور إسرائيلية بشروط يضعها الجيش الإسرائيلي. وأكد المتحدث باسم «أوتشا» أن الأمم المتحدة «لا تقبل هذا الاقتراح» لأنه لا يرقى إلى المبادئ الإنسانية الأساسية المتمثلة في النزاهة والحياد والاستقلالية في توصيل المساعدات.

وأضاف «الخطة الإسرائيلية تبدو محاولة متعمدة لاستخدام المساعدات كسلاح»، مشددا على ضرورة أن تقدم المساعدات بناء على الحاجة الإنسانية، «وليس استخدامها بأي شكل من الأشكال كتكتيك لنقل الناس إلى أي مكان محدد».

وجدد المتحدث باسم أوتشا دعوته لإعادة فتح المعابر، مشيرا إلى أن المساعدات عالقة خارج القطاع وجاهزة للدخول. وقال «إن سكان غزة بحاجة ماسة إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية، وبدلا من ذلك يتلقون القنابل».

وقال إن الأمم المتحدة ليس لديها غرض سوى مساعدة المحتاجين، وهي قادرة على معالجة المعاناة الإنسانية في غزة عندما تكون المعابر مفتوحة ويتم تسهيل الحركة داخل القطاع. وأكد أن هذا أمر يثير «إحباطا كبيرا» لأن المنظمة «لا تمتلك إلا سلطة ضئيلة» على الظروف المتاحة.

القدس العربي